2018 هو العام رقم 5 في مشوار مهرجان السودان للسينما المستقلة.
تتميز هذه الدورة بأفكار جديدة وأسلوب خاص في النظر وإختيار الأفلام، متخذاً من العديد من القضايا الراهنة وتاريخها الإجتماعي مستنداً في صياغة برامج عروضه، مع إفتتاح باهر يعمل فريق المهرجان على تحضيره وتجهيزه ليكون حلقة جديدة في سلسلة حلقاته.
نحتفي بمرور 50 عاماً على الحدث الإجتماعي والفني والسياسي الأهم في القرن الماضي: 1968.
حركة 1968 التي إنطلقت في مختلف أنحاء العالم، كـ حركة مقاومة فكرية وفنية كان لها أبلغ الأثر على إعادة ترتيب الأجندة السياسية والإقتصادية، كما ترتب عليها إعادة صياغة القوانين ووجهات النظر في الكثير من الامور التي تخص إنسان هذا العالم.
هذه الحركة التي كان قوامها الرفض لكل مظاهر الأبوية الإقتصادية والسياسية، شكلت طاقة مهمة في إعادة كتابة علاقة الفرد بالحياة، وكذا كان لها علاقة كبيرة بتحريك منظور العديد من السينمائيين حول مجال إنتاجهم وطريقة هذا الإنتاج.
في عالم اليوم المحاط بكل أشكال العنف، والتغول الـ رأسمالي، تحكم إقتصاديات المرتزقة وتجار السلاح، شركات الأدوية القابضة، المؤسسات الـ عابرة للقارات، والعنف اللفظي والبدني، نحاول إسترجاع شعارات 1968: التضامن من أجل الحقوق والسلام.
نحتفي بالثورة وتيارها التالي، في أوروبا وأفريقيا والبلاد الناطقة بالعربية.. من منظور فني وسينمائي يستعيد الأحلام والوعد.
عن حسين شريف
سودان فلم فاكتوري تستلهم سيرة وذكرى الفنان والمثقف السوداني حسين شريف في الإنطلاق نحو تعزيز الثقافة السينمائية وإعادة توطينها في السودان، بالنظر إلى إسهامات الأستاذ حسين الحيوية في الإخراج والكتابة وترجمة الشعر والصحافة والرسم والتلوين والتجسير بين الثقافات المختلفة عبر حياته التي إمتدت منذ ميلاده بأمدرمان في العام 1934 وحتى رحيله في 21 يناير 2005.
ننظر لحسين شريف ونعتبره واحداً من المساهمين المستقلين والنوعيين الكبار في مسيرة الثقافة والفنون السودانية، ليس فقط بمجموع أفلامه أو عدد لوحاته ولا سلسلة كتاباته الصحفية والإبداعية، إنما للمعاني الفريدة الكامنة في أسلوبه ومنهجه الفريدين في الربط بين سيرته الحياتية وعمله.
قررت سودان فلم فاكتوري إطلاق مهرجان السودان للسينما المستقلة في 21 يناير من كل عام، لتحويل ذكرى الأستاذ السنوية إلى إحتفال بالسينما التي عكف عليها في حياته وكانت إحدى وسائله للتعبير عن واقعه الإجتماعي والفردي.
وبذلك فإننا نأمل أن يكون هذا المهرجان حاملاً للقيم الإنسانية والفنية التي قامت عليها تجربة الأستاذ حسين.